5.6 C
Montréal
vendredi, octobre 18, 2024
Accueil الحقل السياسي من يمثل مغاربة كندا حقا؟ و من يدعي كذلك؟ ‎

من يمثل مغاربة كندا حقا؟ و من يدعي كذلك؟ ‎

من يمثل مغاربة كندا؟ ظل هذا السؤال لغزا محيرا في أوساط الجالية المغربية المقيمة في كندا، و طالما كثر القيل و القال عن أفراد و مؤسسات يدعون تمثيل و خدمة الجالية، و هم في الواقع لا يخدمون إلا مصاحلهم. فمن يمثل الجالية حقا؟ و من يدعي كذلك؟

من يمثل مغاربة كندا؟ ظل هذا السؤال لغزا محيرا في أوساط الجالية المغربية المقيمة في كندا، و طالما كثر القيل و القال عن أفراد و مؤسسات يدعون تمثيل و خدمة الجالية، و هم في الواقع لا يخدمون إلا مصاحلهم. فمن يمثل الجالية حقا؟ و من يدعي كذلك؟

من الأفكار الخاطئة الشائعة أن السفارة و القنصلية يمثلون مغاربة الجالية، فمهمة السفارة الأساسية تتمثل في الواقع في توثيق العلاقة بين المغرب و كندا. كما أن لها دور دبلوماسي بروتوكولي يؤطر للمواقف السياسية للمغرب و يحاول ‏شرحها للدول المضيفة بغرض تقريب وجهات النظر أو تضيق جوانب الخلاف بين البلدين إن وجد، إضافة إلى وظائف أخرى. أما القنصلية فتتكلف بمهام إصدار التأشيرات وجوازات السفر، وإضفاء الشرعية على الوثائق، و المساعدة في العلاقات التجارية; و مساعدة الشركات على الاستثمار واستيراد وتصدير السلع والخدمات داخليا إلى المغرب وخارجه إلى كندا، إضافة إلى رعاية المهاجرين والسائحين والمغتربين. و لا علاقة لكلتاهما بتمثيل أفراد الجالية المغربية.

ففي الواقع، لا يمثل مغاربة الجالية في كندا، إلا النواب الذين قاموا بالتصويت عليهم، سواء على الصعيد الفيدرالي، أو على صعيد المقاطعة، أو الحي. و هؤلاء ممثلو الجالية الوحيدون، و كل من يدعي ذلك فهو محتال.

احتيالات كبيرة تمارس باسم مغاربة كندا، ففي سبيل تحقيق مصالح ذاتية، تحاول جهات عديدة إدعاء تمثيل مغاربة كندا، من بينهم بعض منسقي الأحزاب الانتهازيين، و بعض الأفراد الذين يقومون باجتماعات مع نواب المقاطعات و نواب فيدراليين، ليتحدثوا باسم الجالية، دون أي شرعية، أو حتى استئذان. بل و أن البعض يتقرب من المرشحين و يدعي أن له تأثير على أفراد الجالية، أي يتاجر بهم، و هو أمر يسيء لآلاف المغاربة المقيمين في كندا، المنشغل معظمهم بالعمل و محاولة الاندماج في المجتمع الكندي، و لا يتدخل في الشأن السياسي أساسا. و عيب أن يجد هذا المواطن المغربي الذي هاجر لتحقيق طموحاته و أحلامه و إعطاء صورة جيدة عن وطنه الأم، لعبة في يد هؤلاء الانتهازيين.

و على الصعيد الاقتصادي، سبق و أن أسس البعض جمعيات، تضم عددا قليلا من الأعضاء، بل و أن بعضها يضم عضوين فقط. تزعم أنها تهدف إلى خلق نوع من التضامن بين المقاولين المغاربة، الذين لا يعرف معظمهم وجودها أساسا. و كانت قناة “أوريجين” قد استجوبت أكثر 300 مقاول مغربي في كندا في إطار برنامج “نجاحات في كندا”، و صرح كلهم أنه لم يسبق لهم و إن استعانوا بتلك المؤسسات، و لا يعرفون وجودها أساسا.
و بينما يجهل المقاولون المغاربة بكندا وجودها، و لا تعترف بها الجهات المعنية سواء في كندا، أو في المغرب، يستمر أصحابها في التقرب من مسؤولين في كندا كما في المغرب، مدعين تمثيلهم للجالية، بغرض الحصول على الدعم المادي.

لعل أكثر الادعاءات شيوعا، و طرافة أيضا، تلك التي يقوم بها هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالمثقفين، أو المفكرين، و ينصبون أنفسهم رقباء على أفراد الجالية، و ممثلين لهم بغير شرعية، فيحضرون الاجتماعات و الندوات ليتحدثوا و يتفاوضوا باسم الجالية، و غايتهم الوحيدة تحقيق مصالحهم الذاتية.

استغلال اسم الجالية للاغتناء و تحقيق أغراض شخصية يكاد يطال كل المجالات، و لعل الدين من أكثر ما يتحجج به بعض الانتهازيين عديمي الضمير، ممن يؤسسون مساجد جمعيات و مراكز، ليقنعوا المؤسسات الرسمية في المغرب أنهم يمثلون الجالية و يخدمون مصالحها، فيجنوا وراء تلك الأكاذيب أموالا طائلة، و يتلقون دعوات لمناسبات رفيعة الشأن في المملكة، منها حفل الولاء، كما يحصلون غلى دعم مالي يصل إلى مليون دولار، ليغتنون باسم الدين، و باسم الجالية.

فيما يخص العمل الجمعوي، تمارس بعض الجمعيات التي تسمي نفسها خيرية، هذا الاستغلال الشنيع، فتحصل على أرقام فلكية كدعم مالي، في حين لا يقوم معظمها بأية أنشطة. كما تدعي جمعيات ثقافية تمثيل الفنانين المغاربة في كندا، و أجرت أورجين حوارات مع عدة فنانين، و صرحوا أنه لا أحد يمثلهم.
و في وقت سابق، تاجرت منابر صحافية، باسم الجالية المغربية، مسيئة لسمعة الإعلام المغربي، قبل أن تغلق و تنسى.
كما استغل البعض تأسيسه لمجموعات فيسبوكية تحمل اسم مغاربة كندا، ليمارس نوعا من الوصاية و الرقابة على أفراد الجالية.

تمثيل الجالية أمر تشوبه مغالطات عدة، و يتهافت الكثير من الانتهازيين على ادعاءه، لذلك وجب محاربة هذه الفوضى، لأنها تسيء لمغاربة كندا عامة، فكل المهاجرين سفراء لوطنهم الأم، و ليس من حق أي شخص لا يمتلك أي شرعية، و لم يصوت عليه أحد أن يتحدث باسمهم.

- Advertisment -

Most Popular

Recent Comments

error: Content is protected !!