أزيد من 20 سنة من العمل السياسي بكندا
أنهت وزارة العلاقات الدولية بحكومة كيبك ولاية النائبة الليبرالية السابقة ذات الاصول المغربية فاطمة هدى بيبان كمندوبة عامة لها في داكار؛ وجاء القرار بعد فتح تحقيق داخلي عقب شكاوى من قبل الموظفين الذين انتقدوا الإدارة السيئة ومناخ العمل غير الصحي تحت قيادة بيبان
وأوضحت الوزارة، في بيان لها صدر يوم 07 من غشت، أن قرار “استدعاء واستبدال” السيدة هدى بيبان جاء استنادا لبنود القانون الذي يؤطر مهام المندوبين العامين، والدي يمكن الحكومة من اقالة أو استبدال المندوبين العامين في أي وقت مسبق شرط اخبار مسبق قبل ثلاثة أشهر”.
وذكر المصدر نفسه ان “تفاصيل هذا القرار الإداري سرية” وذلك وفقا لقانون حماية المعلومات الشخصية،
وحسب وكالة الصحافة الكندية فان هدى بيبان واجهت صعوبة في إدارة الموظفين تحت تصرفها؛ في فبراير الماضي مما اضطرت الوزارة الوصية إلى التدخل مرتين ، بإرسال فرق إلى داكار لتهدئة الأمور والتحقق من الشكاوى المقدمة ضدها.
وتجدر الاشارة الى ان حكومة كيبك قد قامت بتعيين فاطمة هدى بيبان في 4 شتنبر الماضي (2019) على رأس الممثلية العامة لكيبك في داكار بالسنغال.
من هي فاطمة هدى بيبان؟
ولدت فاطمة هدى بيبان في مدينة مكناس يوم 26 دجنبر سنة 1956 بعد المرحلة الاعدادية انتقلت لتتابع دراستها في ثانوية الخنساء بالدار البيضاء، وحصلت منها على البكالوريا شعبة اقتصاد سنة 1972. ثم مباشرة بعد ذلك التحقت بجامعة محمد الخامس بشعبة العلوم السياسية؛ لكنها قررت الهجرة إلى كندا لمتابعة دراستها باحدى اعرق الجامعات الكندية وهي جامعة لافال لتحصل سنة 1976 على البكالوريا الجامعية (بكالوريوس)؛ثم استطاعت سنة 1977 الحصول على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة أوتاوا.
وبعدها بأربع سنوات( 1981 )، حصلت على درجة ماجستير أخرى في علوم المعلومات من جامعة ماكجيل. ثم حصلت على دكتوراه ( PHD) في السياسة الدولية في جامعة مونتريال عام 1982.
نجاحات متتالية
بدأ مسار هدى المهني في الثمانينات كمستشارة في شؤون الهجرة ،لدى الحكومة الكندية و حكومة الكيبك و مجلس مدينة مونتريال ؛ واستطاعت في هذه الفترة التي دامت أزيد من عشر سنوات الحصول على العديد من التكريمات اعترافا بمجهوداتها المجتمعية خاصة في مجال الهجرة.
في الرابع من شتنبر سنة 1994 تم انتخابها عضوا بالحزب الليبرالي بالكيبك PLQ
ثم بعد ذلك شغلت منصب المتحدث الرسمي باسم المعارضة للفرانكوفونية والعلاقات الدولية. في الفترة الممتدة بين سنة 1996 و 1999 .
كما استطاعت أن تحصل على مقعد في البرلمان في الانتخابات العامة سنة 1998 للمرة الثانية على التوالي . من 1999 إلى 2003 ، كانت هدى بيبان مسؤولة عن الإسكان والطريق السريع للمعلومات. كما كانت رئيسة للجنة الزراعة ؛بعد إعادة انتخابها في انتخابات كيبيك العامة لعام 2003 ، والتي تولى فيها الحزب الليبرالي بقيادة جان شارست السلطة ، كما أنها تترأس التجمع الليبرالي لمونتيريجي ( montérégie.). وأعيد انتخابها عضوًا في البرلمان عن دائرة La Pinière خلال الانتخابات العامة في كيبيك في 26 مارس 2007 ، وانتخابات 2008 و 2012.
بداية النهاية
اتخذت فاطمة هدى الكثير المواقف المثيرة للجدل، جلبت عليها الكثير من الانتقادات خاصة من الجالية المسلمة بكندا؛ أبرزها في قضية التقنين المحتمل للشريعة الإسلامية في أونتاريو. إذ تعارض بشدة إدخال الشريعة الإسلامية في المنازل المسلمة في كندا. حيث صرحت أن “الشريعة نظام قانوني كامل ، نظام قانوني متعدد الطبقات. كامرأة ، لا يمكنني قبول أن شريحة من سكان كيبيك وكندا لا يمكنها الاستفادة من نفس الحقوق التي يتمتع بها المواطنون الآخرون “.
واستمرت فاطمة هدى في الدفاع عن وجهة نظرها رغم الانتقادات التي وجهت لها
خلافات حزبية
في نونبر 2013 بعثت فاطمة هدى برسالة للصحافة الكندية عبرت من خلالها عن رفضها لمواقف حزبها فيما يتعلق بمسألة الرموز الدينية حيث قالت: إنها “مذهولة و مجروحة ومصدومة” من تصريح زميلها النائب الليبرالي مارك تانغي الناطق حينها باسم الحزب الليبرالي الكيبيكي حزب المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية الكيبيكية (الجمعية التشريعية) بشأن ارتداء المرأة الشادور.
في ملف العلمنة. وقال في مقابلة مع وكالة الصحافة الكندية إن الحزب الليبرالي ليس ضد مسألة ارتداء الرموز الدينية ؛ أي أن الحزب سيرحب بامرأة ترتدي الشادور كمرشحة عنه في الانتخابات التشريعية المقبلة. وكان الحزب الليبرالي الكيبيكي من أشد المعارضين لمشروع “القيم الكيبيكية” الذي أعلنته حكومة الحزب الكيبيكي الاستقلالي، إذ يرى فيها انتهاكاً للحريات الفردية التي كفلها الدستور الكندي وشرعة حقوق الفرد وحرياته في مقاطعة كيبيك.
وتساءلت فاطمة في رسالتها عن نموذج المساواة التي يسعى إليها حزبها ؛ هل هذا هو نموذج المساواة بين الجنسين الذي يريد الحزب الليبرالي في كيبيك تقديمه الآن إلى كيبيك؟ هل قطعت الكيبك كل هذه الاشواط لتأخذ نموذجًا للمساواة بين الجنسين كالذي في المملكة العربية السعودية أو إيران آية الله؟ انا اتعجب.
انتهى الخلاف الحزبي بتقديم فاطمة استقالتها التي تم قبولها في 20 يناير 2014.
ترشحت بيبان كمرشحة مستقلة في الانتخابات العامة في 7 أبريل 2014،لكنها لم تستطع هذه المرة الحصول على مقعد بعدما استطاع المرشح الليبرالي جايتان باريت التفوق بـ 15.503 صوت.
المحطات الأخيرة
وعملت بعد مغادرتها العمل السياسي كمستشارة دولية ومحاضرة، كما كتبت لفترة عمودا في جريدة “لجورنال دو مونتريال” le journal de monteréal ، دافعت من خلاله أكثر من مرة عن مسألة علمانية الدولة وحقوق المرأة.
قبل أن تعود السنة الماضية كمندوبة الممثلية العامة لكيبك في داكار بالسنغال وهو المنصب الذي أقيلت منه بعد أشه، وذكرت وكالة الصحافة الكندية ان سبب الاقالة جاء بعدما رفضت فاطمة هدى بيبان الاقامة في المنزل المخصص لها من طرف الحكومة، بدعوى عدم امنه وفضلت السكن بأحد الفنادق ، وهو ما اعتبرته الوزارة الوصية تبذيرا للنفقات، بالإضافة الى حضرها التحدث بغير الفرنسية بالنسبة للموظفين المحليين الدين يتحدثون wolof، الرد على رسائل البريد الإلكتروني الخارجية وغيرها من المشاكل التي عجلت بقرار الاقالة