التبرع بالأموال للمؤسسات الدينية في كندا أمر يطرح عدة تساؤلات، و بالتالي فالأصح أن تمنح زكاة الفطر و زكاة المال الزكاة للمحتاجين من المقربين
شرعت الزكاة كعبادة يتقرب بها المرء من الله، عن طريق مساعدة الفقراء، في جميع الأديان السماوية، ما عدا النصرانية القائمة على التأله التام و نبذ المادة
في الإسلام، و هي الديانة التي يتبعها معظم المغاربة، للزكاة أهمية كبرى، حيث تعد الركن الثالث بعد الصلاة، و من الواجب على المسلم حسب الشريعة إخرجاها بدون تأخير، إذا تحققت فيه شروط وجوب الزكاة. كما أنها تعد إحدى دعائم النظام الاقتصادي، في الإسلام، منذ بدايته
يوجد نوعان من الزكاة في الإسلام، زكاة المال التي تجب على من يملك مالا مر عليه الحول (سنة)، و زكاة الفطر تجب على من تلزمه النفقة، و تقدر بقيمة 10 أو 12 دولارا كنديا
يمكن تعريف الزكاة أنها أداة اقتصادية إسلامية، لإعادة توزيع الثروة بشكل عادل، و بالتالي فالزكاة لا تختلف كثيرا عن الضريبة، التي تفرضها الدولة لمجابهة النفقات العامة و الاجتماعيةفي القديم، كانت الزكاة فريضة تؤدى لبيت المال، و في الحاضر، تلعب المؤسسات الضريبية الدور الذي كان يلعبه بيت المال، حيث تفرض على المواطنين دفع الضرائب
في كندا، النظام الضريبي مختلف عن غيره من أنظمة الضرائب التي تتبناها باقي دول العالم. حيث تفرض كندا ضرائب على استهلاك معظم السلع و الخدمات، كما على الأصول و الأملاك العقارية، و تختلف قيمة الضريبة على حسب الموقع كما يتم تحصيل ضريبة الأملاك على المستوى المحلي
كما تعد كندا من أكثر دول العالم فرضا للضرائب على الدخل، حيث تقتطع 22.8 في المائة من الدخل، و 10.9 في المائة كضريبة على الدخل و 4.4 كضريبة للدولة إلى جانب 7.4 في المائة للضمان الاجتماعي. في حين يبلغ متوسط أعلى معدل للضريبة الهامشية على دخل الأجور في كندا 45.7 في المائة و تمول ضريبة الدخل ما يقارب نصف ميزانية الحكومة الفيدرالية
يقوم نظام الضرائب في كندا بتمويل العديد من الخدمات و المزايا للأفراد من الرعاية الصحية إلى الضمان الاجتماعي و خدمات السلامة العامة و هجرة الوافدين الجدد بالإضافة إلى المدارس و خدمات الطرق و ما إلى ذلك. و بالتالي فإن الضريبة تلعب دور الزكاة في كندا، بل و أن قيمتها المادية أعلى بكثير من قيمة الزكاة التي لا تتعدى 2.5 في المائة
رغم ذلك تحث بعض المؤسسات الدينية مغاربة كندا على أداء الزكاة للمساكين، علما أن كثافة التوظيف و الإعانات الحكومية التي تقدمها الدولة الكندية للفقراء كفيلة لضمان العيش الكريم لجل المواطنين
التبرع بأموال الزكاة للمؤسسات الدينية في كندا أمر يطرح عدة تساؤلات و شكوك، لذلك فإن الأحق ربما هو أن يتبرع مغاربة الجالية بكندا بالمال للمحتاجين من أقاربهم و جيرانهم
و قد ثبت أن بعض الأئمة يجنون أمولا طائلة، كما أنهم يتقاضون أجورا خياليا، أمر يثير تساؤلات حول مصادر هذه الأموال. و مما يزيد الشكوك حول مصير أموال الزكاة التي يقدمها مغاربة كندا للمؤسسات الدينية، عددم وضوح و شفافية هذه الأخيرة، حيث أنها لا تقدم أية أدلة تثبت أنها تبرعت بهذه الأموال لمستحقيها.
إجمالا يمكن القول، أن النظام الضريبي في كندا كفيل بتغطية احتياجات كل المواطنين، و نظرا لأن القيمة الضريبية في كندا مرتفعة جدا. فالأنظمة الإسلامية توظف الزكاة لإعادة توزيع الثروة، و إعانة الفقراء، و هو الأمر التي تحققه الدولة الكندية بنجاعة من خلال نظامها الضريبي. فعلى سبيل الذكر، الدور التي تلعبه الهيئة العام للزكاة و الدخل في المملكة العربية السعودية، هو نفسه الدور التي تقوم به “Agence du revenu du Canada” في كندا. و بالتالي فإن الأجدر أن يتبرع الفرد بالزكاة، سواء كانت زكاة المال، أو زكاة الفطر، للمقربين، اتباعا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “الصدقة على المسكين صدقة وهى على ذى الرحم اثنتان صدقة وصلة