الذباب الإلكتروني ظاهرة ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، تعتمد على حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة منصة تويتر، الأكثر انتشارا عبر العالم، حيث تدار بشكل ألي من قبل مبرمجين مرتبطين بأجهزة حكومية وأمنية، ظاهرة جنودها مجهولون أسلحتهم الحواسب وساحتها منصات التواصل الاجتماعي.
ظاهرة الذباب الإلكتروني هي حرب منظمة تعلنها دول أو جماعات متطرفة، للنيل من نظام دولة ما، هنا أو هناك، لتتحول الصراعات من استخدام الأسلحة الحربية بكل إمكاناتها، إلى حرب إلكترونية تتكون من «ذباب إلكتروني» يرتدي زي الجنود المجهولين، التي تلاحق المستخدمين، وتحاول السيطرة عليهم عن طريق الإغراء المالي، أو إقناعهم بأيديولوجية متطرفة، يروج لها بعض المدعين والمتاجرين بالدين، من خلف الشاشات الإلكترونية، وذلك عبر التضليل الإعلامي وبث المواد التحريضية والداعية لشق الصف بين فئات المجتمع المختلفة، ونشر الشائعات التي تهدف دائماً لخلق حالة لا نهائية من عدم الاستقرار، سواء بنشر مقالات أو أخبار كاذبة أو استخدام صور غير حقيقية معدلة ببرامج مثل «الفوتوشوب»، بل يذهب المضللون أحياناً لاستخدام صور حقيقية لا تخص القضية المثُارة أساساً بغرض الترويج لإحداث عنف أو فتنة مجتمعية.
وهنا يصعب على المستخدم التفرقة بين المعلومة والإشاعة، كما يصعب التأكد من صدق المعلومة، ويصعب التحقق من كذب الإشاعة، ومن ثم تنتشر معلومات خاطئة بين الأفراد، قد تستهدف دولاً بعينها أو تتناول شخصيات سياسية أو رموزاً مجتمعية أو قضايا سياسية، أو معلومات اقتصادية يترتب عليها خسائر مالية، وفي نفس الوقت يصعب تحجيم نطاق هذه الإشاعات، وفي حالة نفيها أو الرغبة في تصحيحها، فإن المعلومة الصحيحة لا تجد نفس مستوى الانتشار الذي بدأت به الإشاعة.
اللجان الإلكترونية الحكومية تأتي عادة في صدارة المتهمين، إذ أن بعض الدول في المنطقة لديها هذه اللجان وتوظفهم لأغراض تشويه المعارضين وإطلاق الشائعات عنهم ونشر أخبار مزيفة تضر بثقة الرأي العام بهم.
لكن أيضا نجد أن المعارضة هي الأخرى تلجأ إلى أسلوب مماثل من خلال اللجوء إلى خدمات التعليقات التلقائية على الشبكات الإجتماعية لتبدأ حسابات أجنبية ومزيفة بنشر أطنان من التعليقات المسيئة للحكومة والتغريد ونشر منشورات تصب في نفس الإتجاه.
يقوم الذباب الالكتروني بإطلاق الشائعات والأخبار مزيفة حول قضية معينة، لتصبح حديث الساعة ويكتشف فيما بعد المتابعين على أنها أكذوبة كبيرة.
وعندما يستهدف “الذباب ” شخص أو شركة أو حكومة أو دولة أو لغة أو دين أو مجتمع أو أفراد أو تقاليد معينة أو فكر أو عرق أو جنس يستخدم خطاب الكراهية أساسا للمنشورات والتغريدات التي تنشر في هذا السياق.
وتنجح هذه الحملات لأنها تلعب على أوتار حساسة للناس مثل الدين والعرق والانتماء واللغة والدفاع عن الحق وبقية المحفزات التي تدفع المستخدمين لكتابة المنشورات والتغريدات تخدم السياق ذاته.
يمكن أيضا استخدامه من أجل الترويج لعلامة تجارية معينة من خلال نشر عدد كبير من التغريدات مع هاشتاغ خاص ليتصدر الشائع وتحصد تلك الشركة شهرة أكبر وتحصل على أضواء الشهرة.
يجب ان يكون المتلقي واع بشدة عند تلقيه الاخبار وعند نشرها حتى لا يقع فريسة لنشر الاخبار الكاذبة.